Friday, November 09, 2007

المنطقة الرمادية



منطقة رمادية أقف عليها الآن، وصلت إلى نقطة اللا إحساس، لا أقصد شئ مما قد يخيل إليك، و لكن صدقنى اشعر تجاهك باللا إحساس هذا، تلك الكلمة التى لم تكن ضمن مفردات القاموس عندى، تلك الكلمة التى لم أعرف انها بالفعل توجد ، لم أصل إليها إلا الآن ، لا تتهمنى بالجفاء او القسوة، و لا أطلب منك أن تسامحنى على عدم الشعور بشئ ، اصدق نفسى ولا انتظر منك تعقيبا، لن انصاع إلى رغباتك إذا كنت تطلب منى مراجعة نفسى، فلا يوجد لدى مخزون شعورى يمكننى إما أن التعاطف مع نفسى أو أشتد عليها...
ما جعلنى أصل إلى هذا، اننى بالأمس كنت أمشعر معك بكل شئ، فرح، سعادة، حزن، غضب، كره، ولن أطيل، كل شئ، ولكن الآن انت لى كأى انسان رأيته مصادفة فى حياتى، اتذكرك لكن لا يجتاحنى شعور بعينه...و لمزيد من الصدق، احساس جميل بالحرية، رغم اننى مازلت احتفظ بحالتى اللا شعورية، فلنهادن انفسنا، و نعترف ، بأننا وصلنا إلى نهاية المطاف، لا أدرى ربما يتملكك نفس الشعور الآن و لا تملك الشجاعة الكافية لمصارحة نفسك، هذا أيضا لا يمثل لى تلك الأهمية، نَفسك ملكك، و انا لا أريد ان امتلكها، قد تكون أقل من احتياجاتى ، ربما ، لكنها ليست أكثر، فلدى رصيد من الطمع البشرى المعتاد، يسمح لى بتملك ماهو أكثر من احتياجاتى، ولكن ليس ماهو أقل.. ولن أطلب ان تعذرنى، فأنها سامحت نفسى منذ زمن طويل، و راضية عنها كل الرضاء....
قد يكون خلو كلماتى من أى احساس او شعور، هو اصدق و اقوى دليل على ما أقول. ففيما مضى، كان كل حرف كفيل بكتابة اجمل الحكايات و اكثر ابيات الشعر براعة فى النظم وقوة فى التأثير، ولكن اليوم صار الحرف ما هو إلا حرفا مجموعة من الرموز و الكلمة ما إلا أداة لتأدية وظيفة ما.
لا أقول ذلك شوقا لعهد مضى أو أسفا على حالة تنتابنى، و لكن هذا شرحا لوضع قائم، و لست هنا لأحللها، او أشرح وجهة نظرى فيها، و لكنى اسجلها لاأكثر..
ربما تعتقد ان هذه الرسالة وحدها تنطق بأنك مازلت فى مخيلتى، لكن بالفعل انت كنت عابر سبيل فى حياتى لن أدعى أو أصدق من يدعى بأننا ننسى كل عابر سبيل فى حياتنا، و لا أطلب من ذاكرتى نسيانك، قلبى و عواطفى تكفلت و نسيت مشاعرها السابقة التى بالكاد اتذكر وجودها يوما ما ، و هذا كفيل لدى، بل هذا ما كنت أرجو....


13 comments:

huda gamal said...

المنطقه الرماديه..
نقطة اللا احساس ..
حالة اللا شعوريه ..

كلمات بتعبر اوى عن حاله اعتقد انك وفقتى فى وصفها ،

ففيما مضى، كان كل حرف كفيل بكتابة اجمل الحكايات و اكثر ابيات الشعر براعة فى النظم وقوة فى التأثير، ولكن اليوم صار الحرف ما هو إلا حرفا مجموعة من الرموز و الكلمة ما إلا أداة لتأدية وظيفة ما.
اما الجمله دى فحسيتها اوى
بوست موفق يا سلومه
الى الامام

gazzar50 said...
This comment has been removed by the author.
gazzar50 said...

ذكريات عبرت افق خيالى
بارقا يلمع فى جنح الليالى
نبهت قلبى من غفوته
وجلت لى ستر ايام خوالى

saloma said...

هدهد:
شكرا على الكومنت و على المرور يا جميييل

بابا:
نفسى أنزل بوست عن الكومنتات الجامدة بتاعتك.
بس هو اللى بيختلف فى الحالة اللى ذكرتها، ان مش القلب اللى فى غفوه، هو القلب خلاص مابقالوش دور، بقت الذاكرة مسجلة سطر فيها ، مالوش أى تأثير غير إنه مجرد موجود

gazzar50 said...

الاستاذه سلمى
يمكن الرجوع الى المصدر والاستماع الى اغنية (ذكريات)لكوكب الشرق السيدة ام كلثوم وعديها نبفى نتكلم عن موضوع الاختلاف ده

عمرو الببلاوى said...

سالمه عبرتى عن حاله موجوده فعلا بشكل يلائم قدراتك ككاتبه مبدعه وباسلوب رائع كعادتك و الى اجمل من ده كله انك كاتبتى الكلام ده باحساس عالى جدا فطلع بالشكل الجميل ده لكى خالص تحياتى

saloma said...

gazzr50
هنزلها، و نشوف موضوع الاختلاف ده ان شاء الله

عمرو الببلاوى:
مع ان من رأى ان الموضوع خالى من الاحساس الحقيقى، بس شكرا على المشاركة اللى بالتأكيد أثرت الموضوع

عمرو الببلاوى said...

لا انا مش قصدى احساس حقيقى انا قصدى انك حاسه بالى انتى كاتباه الواحد علشان يكتب قصيده او اغنيه او قصه لازم يحسها علشان يطلعها بشكل كويس

saloma said...

و لو قصدك حتى، هنا ساحة للحوار اللى عنده اى رأى يقوله طبعا مهما كان قصده، جو أون يعنى (;

mo7amaad said...

قد يكون خلو كلماتى من أى احساس او شعور، هو اصدق و اقوى دليل على ما أقول. ففيما مضى، كان كل حرف كفيل بكتابة اجمل الحكايات و اكثر ابيات الشعر براعة فى النظم وقوة فى التأثير،
جملة جميلة ، ازالت الغموض عني عن مستوي كتابة البوست وجفافة على غير العادة
بالتوفيق والتيسير إن شاء الله

saloma said...

اتمنى ان اكون قد وفقت فى جعل الموضوع جاف...

karakib said...

فليرحمه الله
حسيت كأنك بتكلمي بني ادم مات من 20 سنه

saloma said...

karakib
للأسف، يمكن أكتر كمان